منتدي فـ ج ـــــر
بقـآٌيـآٌ إنسـآٌن

هلا وغلا نورت بيتك ... نتمني لك اقامه طيبه ...

ياغير مسسسجل سجل معنا وتجد كل ماهو جديد ومفيد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي فـ ج ـــــر
بقـآٌيـآٌ إنسـآٌن

هلا وغلا نورت بيتك ... نتمني لك اقامه طيبه ...

ياغير مسسسجل سجل معنا وتجد كل ماهو جديد ومفيد
منتدي فـ ج ـــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!!

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!! Empty انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!!

مُساهمة من طرف عازف كلمات العرب الأربعاء 25 فبراير 2009 - 22:08

الحلقة الرابعة عشر


*********


~ هدنة مشاعر ~



لم تجد ِ الدموع و النداءات و التوسلات التي أطلقها أفراد عائلتي في صرف نظري عن السفر ...

بل إنني و في هذه اللحظة بالذات ، أريد أن أختفي ليس فقط من البيت ، بل من الدنيا بأسرها
لقد كانت حالة أمي سيئة جدا ... و لكن صورة الخائنين و أيديهما المتلامسة ... و قطعة الجليد المنزلقة بدلال بين أصابعهما أعمت عيني عن رؤية أي شيء آخر ...

و أقيم مهرجان مناحة كبير ساعة وداعي ...

كان يجب أن أذهب ، و لم يكن لدي أية نوايا بالعودة ... فقد انتهى كل شيء ...

تحججت بكل شيء ...

أوراقي ... شهادتي ... أشيائي ... و كل ما خطر لي على بال ، من أجل إقناعهم بتسليمي مفاتيح المنزل ...

سيف ينتظرني في السيارة ، و هم متشبثون بي يعيقون خروجي ، محيطون بي من الجهات الأربع ... أمي و أبي ، و أختي و آخي الخائن ...

أما الخائنة رغد ... فكانت تراقب عن بعد ... إذ أنني لم أعد شيئا يجوز لها الاقتراب منه ...

للحظة اختفت رغد ، و صارت عيناي تدوران و تجولان فيما حولي ...

أين أنت ...؟؟

أين ذهبت ؟؟

أعليها أن تحرمني حتى من آخر لحظة لي معها ؟؟

آخر لحظة ؟؟

كنت ممسكا بالباب في وضع الخروج ... أردت أن أسير خطوة نحو الخارج إلا أن قبضة موجعة في صدري منعتني من الخروج قبل أن ... أراها للمرة الأخيرة ...
فقط ... للمرة الأخيرة ...

" أين رغد ؟؟ "

قلت ذلك ، و عدت نحو الداخل أفتش عنها

وجدتها في غرفة الضيوف و كانت للعجب ... تحاول تحريك المقعد الكبير عن مكانه !

" رغد ... ! "

التفتت إلي ، فرأيت الدموع تغرق عينيها فيما هي تحاول جاهدة زحزحة المقعد

دموع رغد تقطع شرايين قلبي ...

أشعر بالدماء تغرق صدري و رئتي ... و تسد مجرى هوائي ....

إنني أختنق يا رغد !

ليتك تحسين بذلك ...

" ماذا تفعلين ؟؟ ألن ... تودعيني ؟؟ "

هزّت رأسها نفيا و اعتراضا ...

تقدمت نحوها ، و أمسكت بالمقعد و حركته عن موضعه نحو الأمام بالشكل الذي أرادت ، فأسرعت هي إلى خلفه ، و انحنت على الأرض و التقطت شيئا ما ، لم يكن غير ساعتي القديمة ...

رغد أقبلت نحوي تمد يدها إلي بالساعة و تقول :

" لقد تركت الجميع يسخر مني ... و أنا محتفظة بها و أرتديها في انتظار عودتك كما وعدت ! لكنك كذبت علي ... و لم تعد ! "

و رمت بالساعة نحوي فأصابت أنفي ...

انحنيت و رفعت الساعة عن الأرض ... و بقينا نحدق ببعضنا لبرهة ، ثم قلت :

" لم تعودي بحاجة للاحتفاظ بها ... فصاحب الساعة ... لم يعد موجودا "

و أوليتها ظهري ، و انصرفت نحو باب المدخل ...

لم أعط بصري الفرصة لإلقاء أي نظرة على أي منهم ... لم ألتفت للوراء ... و كنت اسمع نداءاتهم دون أن أستجيب لها ...

تريدون عودتي ؟؟
أعيدوا رغد إلي أولا !
أم تظنون أنني سأحتمل العيش بينكم ، و هي ... خطيبة لأخي ؟؟
دون رغد ... فإن وليد لم يعد له وجود على وجه الأرض ...
ألا تدركون ذلك ؟؟
ألا تدركون ما فعلتم بي ؟؟
قتلتموني ...
شر قتلة ...


" وليـــــــــــــــــــــد "


كان هذا صوت رغد ... يخترق أذني ... و رأسي ... و قلبي ... و كل خلية ... و كل ذرة من جسدي ...


لم أستطع أن أقاوم ... التفت نحو الوراء و لم أر شيئا ... غير طفلة صغيرة ... ضئيلة الحجم ... دائرية الوجه ... واسعة العينين ... خفيفة الشعر ... يتدلى شعرها القصير الأملس على جانبيها بعفوية ... ترفع ذراعيها نحوي بدلال و تقول :

" وليـــــــــــــــد ... احملني ! "

" رغد ... تعالي ! "

رأيت شبحها يقبل نحوي ... راكضا ... ضاحكا ... حاملا في يده اليمنى دفتر تلوين ... و في الأخرى صندوق الأماني ... و يمد ذراعيه إلي ...
فأطير به إلى الهواء ...
إلى الفضاء ...
إلى السماء ...
إلى حيث ترتفع أرواح الموتى ...
و تصعد دعوات المعذبين ...

يا رب ...
أتوسل إليك ...
أرجوك ...
خذني إليك ...



طريق العودة لم يكن بأقل مشقة من طريق الذهاب ...
ألا أنني بسبب التعب و الإجهاد النفسي نمت معظم ساعات النهار الأول .

حطام الأشياء التي أراها من حولي لا يختلف عن حطام قلبي ... إلا أن الجماد لا ينزف دما

التلاوة المنبعثة من مذياع السيارة بصوت قارئ رخيم عذب هي الشيء الوحيد الذي خفف على قلبي آلام التمزق و التقطع و الاحتراق ...

توالت الساعات ، و كنت أتابع باهتمام مزيف كل ما أسمعه من المذياع هروبا من التفكير في الطريق الذي ولى ... و الطريق القادم ...

في الماضي ... و المستقبل ...

بلغنا مدينتنا قبيل غروب الشمس الثالثة التي أنارت دربنا ...

" خذني إلى بيتي "

قلت ذلك و نحن أمام مفترق طرق ، يؤدي أحدهم إلى بيتي و آخر إلى بيت سيف

" الآن ؟ دعنا ننزل بيتنا و نرتاح من عناء المشوار الطويل ... "

" أرجوك يا سيف ... إلى بيتي ... "

لم أكن هذه المرة أشعر بأي شوق أو حماس لدخول المنزل المهجور

و سيف هم ّ بالحضور معي أل أنني قلت :

" لابد أن والديك في انتظارك الآن ... سأشكرك كما ينبغي لاحقا ، بلغهما تحياتي "

كان سيف قلقا بشأني و لكنني صرفته ، و دخلت المنزل المظلم وحيدا .

رفعت يدي لإنارة المصباح ، بل المصابيح واحدا تلو الآخر فاكتشفت أن الكهرباء مقطوعة .

و على الضوء الباقي من آخر خيوط الشمس ، سرت في منزلي الكئيب الساكن و صعدت إلى الطابق العلوي ...

ذهبت رأسا إلى غرفة نومي ... أخرجت المفاتيح ، ثم فتحت الباب ببطء ...

و خطوت خطوة إلى الداخل ...

سرعان ما عادت بي السنين إلى الوراء ...

حين كنت فتى مراهقا في بداية التاسعة عشر من العمر ... أجلس على هذا الكرسي أذاكر بشغف ...
يا إلهي !
لا تزال كتبي التي تركتها على المكتب في مكانها !
مفتوحة كما تركتها قبل ثمان سنين !

جلت ببصري في الغرفة ... و فوجئت برؤية الأشياء كما هي ...

تقدمت خطوة بعد خطوة ...

السرير ... نفس البطانية و الأغطية التي كانت عليه قبل رحيل ...

اقتربت من المكتب ... إنه كتاب الرياضيات الذي كنت أقرأه آخر ليلة قبل الرحيل ، استعدادا لامتحان الغد !

و قلم الرصاص لا يزال موضوعا على الصفحة المفتوحة ...

و بقية الكتب مبعثرة على الطاولة تماما كما تركتها منذ ذلك الزمن ...

مددت يدي فلمست الغبار الذي يغطي الكتاب ، و كل شيء ...

فتحت الأدراج لألقي نظرة ... لا شيء تغير ! لا يبدو أن أحدا قد وطأ أرض هذه الغرفة مذ هجرتها

استدرت نحو سريري ... لطالما احتضنني هذا السرير و امتص تعبي و أرقي ... ألا زال يصلح للنوم ؟ أ أستطيع رمي أثقال صدري و جسدي عليه ؟؟

كان أيضا غارقا في الغبار ... و مع ذلك رميت بجسدي المهموم عليه و سمحت لسحابة الغبار أن تحلق ... و تنتشر ... و تهاجم أنفي و تخنقني أيضا ...

داهمتني نوبة من العطاس إثر استنشاقي لغبار الزمن ، فنهضت و تلفت من حولي بحثا عن علبة المناديل
لابد أنها ستكون مدفونة تحت طبقات من الغبار هي الأخرى ...

لكن أنظاري التصقت فجأة بشيء يقف على أحد أرفف مكتبتي القديمة ...

شيء أسطواني الشكل ، مغطى بطوابع و ملصقات صغيرة طفولية ...

و من بين تلك الملصقات ، يظهر جزء من كلمة مكتوبة عليه : ( أمـاني )

سرت ببطء شديد ، بوصة بوصة ، نحو هذا الصندوق الصغير ...

أكان حلما أم حقيقة ؟؟

لقد رأيته أمامي مباشرة ، و لمسته بيدي ... و رججته ، و سمعت صوت قصاصات الورق تتضارب داخله !

صندوق أماني رغد ... لا يزال حيا ؟؟

أمسكت بالصندوق الأسطواني ، و قربته من عيني ، ثم من صدري ، و أرخيت جفني ، و سحبت نفسا عميقا مليئا بالغبار ...

رأيت الصغيرة مقبلة نحوي بانفعال و فرح ، حاملة كتابها بيدها :

" وليد اصنع صندوق أماني لي "

و رأيتها تساعدني في صناعته ...

ثم تغطيه بالملصقات الصغيرة ...

ثم تجلس هناك على سريري ، قرب المنضدة ، و تكتب أمنيتها الأولى ...

(( عندما أكبر سوف أتزوج ...... ؟؟ ))

عند هذا الحد ... ارتفع جفناي فجأة ، و انقبضت يدي بقوة ... ضاغطة على الصندوق بلا رحمة حتى خنقت أنفاسه ...

تدحرجت عبرة كبيرة حارقة من مقلتي اليمنى ، فاليسرى ، تبعها سيل عارم من الدموع الكئيبة التائهة ، تغسل ما علق بوجهي و أنفي من الغبار العتيق ...

شقت نظرتي طريقا سالكا بين الدموع ، مسافرة نحو صندوق الأماني المخنوق ... محرضة يدي ّ على التعاون للفتك به ... و تمزيقه كما تمزقت كل آمالي و أحلامي ... و صورة رغد و رسالتها ... و قلبي و روحي ...

لكنني توقفت في منتصف الطريق ...

لم أعد أرغب في رؤية ما بداخله ...

فأنا أعرف كل شيء ...

( أريد أن أصبح رجل أعمال ضخم ! )

( أريد أن تصبح ابنة عمي رغد زوجة لي )

( يا رب اشف سامر و أعده كما كان )

( عندما أكبر سوف أتزوج .... ؟؟؟ )

سامر قطعا ...

كم كنتُ غبيا !

ضغطت على الصندوق بقوة أكبر فأكبر ... و لو كان شيئا مصنوعا من الحديد لتحطم في قبضتي ...

" أيتها الخائنة ... رغد "

رميت الصندوق بعنف بعيدا عني ... إلى أبعد زاوية في الغرفة ، ثم خرجت هاربا من الذكرى الموجعة

أول شيء التقيت به في طريقي كان غرفة رغد !

فهي الأقرب إلي ...

وقفت عند الغرفة لدقائق ... و يدي تفتش عن المفتاح بتردد ...

رفعت يدي ... و طرقت الباب طرقا خفيفا

ثم مددتها نحو المقبض و أمسكت به و بقيت في هذا الوضع لزمن طويل ...

سأفتح الباب ببطء و حذر و هدوء ... قد تكون صغيرتي نائمة بسلام ... لا أريد إزعاجها

أريد فقط أن ألقي نظرة عليها كما أفعل كل ليلة ... لا أحب إلى قلبي من رؤيتها نائمة بهدوء كالملاك .. و ملامسة شعرها الناعم بخفة ...

نظرة أخيرة ... واحدة فقط ... أريد أن ألقيها على طفلتي ...

رغد ... لقد اشتقت إليك كثير! ... منذ أن رأيتك و أنت نائمة ... هنا قبل ثمان سنين ، و جفناك متورمان أثر البكاء الشديد الذي بكيته ذلك اليوم المشؤوم ...

أتذكرين كيف لعبنا يومها ؟؟

أتذكرين البطاطا التي أطعمتك إياها ...؟؟

ما كان يدريني أننا لن نلتقي بعد تلك اللحظة ...

و أنها كانت المرة الأخيرة التي أتسلل فيها إلى غرفتك ، و ألقي عليك نظرة ، و أداعب خصلات شعرك ، و أقبل جبينك ...

ارتجفت رجلاي و كذا يداي و جسمي كله ، و فقدت أي قدرة على تحريك أي عضلة في جسدي ، حتى جفوني

لم أجسر على فتح الباب ...

عدت أطرقه و أنادي ...

" رغد ... صغيرتي ... افتحي ! أنا وليد ... "

لكنها لم تفتح

و أخذت أطرق بقوة أكبر ...

" افتحي يا رغد ... لقد عدت إليك "

و بقي الباب ساكنا جامدا ...

لم تعد رغد موجودة

و لم يعد وليد موجودا ...

و لم يعد لفتح هذا الباب ... أي داع ...

هويت على الأرض ... كسقف أزيلت أعمدته فجأة ... و رفعت ذراعي إلى الباب و صرخت ...

" رغد ... عودي إلي ... "












~ ~ ~ ~ ~ ~ ~





عدل سابقا من قبل عازف كلمات العرب في الثلاثاء 10 مارس 2009 - 12:18 عدل 1 مرات
عازف كلمات العرب
عازف كلمات العرب
مدير الموقع
مدير الموقع

عدد الرسائل : 478
تاريخ التسجيل : 09/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!! Empty رد: انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!!

مُساهمة من طرف عازف كلمات العرب الأربعاء 25 فبراير 2009 - 22:13

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~







من تتوقعون زارنا قبل أسبوع ؟؟

إنها عائلة اللاعب الشهير ( نوّار ) !

و هل استنتجتم ما سبب الزيارة ؟؟

أجل !

مشروع زواج !

بصراحة أنا فوجئت بشدة ! لم أكن أعتقد أن الأمر سيسير حسبما كانت دانة ترسم ! و لكن يبدو أن هناك أمور أخرى لا أعلم عنها شيئا ...

زيارتهم كانت بعد رحيل وليد بثلاثة أسابيع ...

خلال الأسابيع الثلاثة تلك ، كان الجميع يعيش حالة كآبة و حزن مستمرين

لم تطلع أو تغرب علي شمس دون أن أفكر بوليد ... و بلقائنا الحميم ، ثم نظراته القاسية ، ثم رحيله المفاجئ ...

والدتي أصابها حزن شديد لازمت بسببه الفراش فترة من الزمن ...

أنا أيضا حزنت كثيرا جدا ...

أنا لم أكد أره ... لم أكد أشعر بوجوده ... إنني لا أصدق أنه عاد بالفعل ... لقد كبرت على الاعتقاد بأنه لن يعود ...

و حقيقة ... هو لم يعد ...

" رغد ! ألم تنهي حمّامك بعد ؟؟ "

جاءني صوت دانة من الخارج ، تحثني على الخروج بأقصى سرعة ... كنت لا أزال أمشط شعري القصير المبلل أمام المرآة المغطاة بطبقة من الضباب !

فتحت الباب فانطلق بخار الماء متسربا للخارج ، و وجدت دانة واقفة و ذراعاها مضمومان إلى صدرها ، تنظر إلي بحنق !

" أهو حمام بخاري ؟ هيا اخرجي يكاد ضيوفي يصلون و أنا لم أستعد بعد ! "

سرت ببطء شديد ، متعمدة الإطالة أقصى ما يمكن ... ! دانة تحدق بي بغضب و نفاذ صبر و تصرخ :

" أوه يا لبر ودك ! هيا أخرجي ! "

" لم كل هذا الانفعال !؟ كأنك ستقابلين جلالة الملكة ! "

" أنت لا تفهمين شيئا ! لا يمكنك أن تحسي بمثل أحاسيسي الآن ! لم تجربي ذلك و لن تجربيه ! "

قالت هذا ثم دفعتني قليلا بعيدا عن الباب ، و دخلت الحمام الغارق في البخار و صفعت بالباب بقوة !

ذهبت إلى غرفتي بكسل ... و أخذت أتابع تمشيط شعري المبلل أمام مرآتي ...

هل تحس كل فتاة على وشك مقابلة أهل عريسها بكل هذا التوتر ؟؟
أنهم سيعلنون الموافقة الرسمية و يناقشون شروط العقد هذه الليلة ، و سنقيم حفلة صغيرة بعد أيام لعقد القران ...

دانة أصبحت لا تطاق بسبب توترها و عصبيتها ، لكنها سعيدة ! سعيدة جدا ...

أنا لم أجرب هذا الإحساس ... و لا أعرف كيف يكون ... إنني فقط أعرف أنني مخطوبة لابن عمي سامر لأنني يجب أن أكون مخطوبة له ...
و سأتزوج منه لأنني يجب أن أتزوج منه ...

سامر في الوقت الحالي مسافر إلى مدينة أخرى ، من أجل العمل

موضوع زواجنا تم تأجيل النقاش فيه ، بسبب حضور و رحيل وليد الذي أربك الأجواء ، ثم خطبة دانه التي شغلتنا أواخر الأيام ...

وليد لم يتصل بنا منذ رحيله ، و والدي يحاول جاهدا الاتصال به بطريقة أو بأخرى من أجل إبلاغه عن خطبة دانه و حفلة العقد

مجرد تفكيري بهذا الأمر يشعرني بالسعادة ... فوليد سيأتي و لا شك ... لحضور حفلة شقيقته و المشاركة فيها ...

ألقيت بالمشط جانبا و خرجت من الغرفة في طريقي إلى المطبخ ، و وصلني صوت دانه و هي تغني داخل دورة المياه !

أنا لم أغنِّ عند خطبتي !

حين وصلت ، كانت أمي تتبادل الحديث مع والدي بشأن دانه ... لكنهما توقفا عن الكلام لدى رؤيتي !

" أمي ... ماذا عن وليد ؟؟ "

فهو كان شغلي الشاغل منذ أن رحل ...
بل منذ أن وصل !
أمي و أبي تبادلا نظرة سريعة ، قال والدي بعدها :

" لقد استطعت التحدث إلى سيف ، و أوصيته بزيارة وليد بأسرع ما يمكنه ، و إبلاغه بأنتا ننتظر مكالمة ضرورية منه "

فرحت بذلك ، و قلت تلقائيا :

" إذن سأعتكف عند الهاتف ! "

في ذات اللحظة رن هذا الأخير ، و قفزت مسرعة إليه !

" مرحبا ! هنا منزل شاكر جليل ... من المتحدث ؟ "

كانت ابتسامتي تعلو وجهي ، و حين وصلني صوت الطرف الآخر :

" رغد ! أهذه أنت ؟؟ "

تلاشت الابتسامة بسرعة ، و قلت بشيء من الخيبة :

" نعم ... سامر ، إنها أنا "

و بعد بضع عبارات تبادلناها ، دفعت بالسماعة إلى والدي :

" إنه سامر ... لن يحضر الليلة "

و انصرفت عن المطبخ .
حين سافر سامر ... لم أبك كما بكت أمي ...
و كما بكيت لسفر وليد ...

لم يكن هناك أي هاتف في غرفة نومي ، لذا جلست في غرفة المعيشة قريبة من التلفاز ، و كلما رن هاتف بادرت برفع السماعة قبل أن تنقطع الرنة الأولى !
و في كل مرة أصاب بخيبة أمل ....
لكن ...
لماذا أنا متلهفة جدا للتحدث إليه ؟؟

بعد فترة ، حضر الضيوف المرتقبون ، العريس و والداه و أفراد أسرته .. لو أؤلف كتابا في وصف دانه لسببت أزمة ورق !

سألخص ذلك بقول : كانت غاية في الجمال ، و الخجل ، و اللطف ، و السعادة !

تم الاتفاق على كل شيء ، و تعين تحديد ليلة الخميس المقبلة لعقد القران !

لم أجلس مع ضيفاتنا غير دقائق متفرقة ، و تمركزت عند الهاتف في انتظار اتصال من اتصل رجال العالم كلهم ببيتنا سواه !

عند العاشرة و النصف ، استسلمت ...
و ذهبت في اتجاه غرفتي ..
مررت بغرفة دانه ، فوجدتها مشغولة بإزالة المساحيق و الإكسسوارات التي تزين بها شعرها !

" كنت جميلة ! "

نظرت إلي بغرور ، و قالت :

" اعرف ! "

ثم استطردت :

" و سأكون أجمل في الحفلة ! علي أن أذهب للسوق غدا لشراء الحاجيات ! "

" عظيم ! أنا أيضا سأشتري فستانا جديدا و بعض الحلي ! "

ابتسمت دانه بسعادة ، و قالت :

" كم أنا متوترة و قلقة ! ستكون حفلة رائعة "

ثم أضافت ببعض الخبث :

" أروع من حفلتك "

لم أكن في السابق أتضايق كثيرا لتعليق كهذا ، إلا أنني الآن شعرت بالانزعاج ... قلت :

" أنا لم تقم لي حفلة حقيقية ... لم يكن يوما مميزا "

قالت :

" وضعي أنا يختلف ! سأتزوج من أشهر لاعبي الكرة في المنطقة ، و أغناهم أيضا ... شيء مميز جدا ! ... والدي وعدني بليلة لا تنسى ! "

أصابني كلامها بشيء من الخذلان و الحزن ، فأنا لم يعمل والدي لأجلي شيئا يذكر ليلة عقد قراني ... هممت بالانصراف ، توقفت قبل أن أغلق الباب ، و سألت :

" هل سيكون وليد موجودا ؟؟ "

شيء ما برق في عينيها و قالت :

" نعم ، بالتأكيد سيكون موجودا ... لا يمكنه أن يتخلى عني أنا ! "

ذهبت إلى غرفتي و أنا حزينة ...
فوليد لم يتصل
و دانه تسخر مني
و من الطريقة التي تمت خطبتي بها ...
رغم أنها كانت أكثر من أقنعني بأنه لابد لي من الزواج من سامر ...
فهو أقرب الناس إلي ، و هو يحبني كثيرا ، و هو مشوه بشكل يثير نفور
بقية الفتيات ...
و بسببي أنا ...







~ ~ ~ ~ ~ ~ ~






فيما كنت أسخن بعض الفاصوليا على لهيب الموقد في المطبخ ، حضر صديقي سيف .

لم أكن أتوقع زيارته ،كانت الساعة السادسة مساءا ، لكنني سررت بها

" تفضل ! إنني أعد بعض الفاصوليا ... عشاء مبكر ! ستشاركني فيه "

قلت ذلك و أنا أقوده إلى المطبخ ...

حينما وصل و شم رائحة الفاصوليا قال بمرح :

" تبدو شهية ! سأتناول القليل فقط ، فلدي ضيوف على العشاء هذا المساء "

وضعت مقدارين منها في طبقين صغيرين ، مددت بأحدهما نحو صديقي و قلت :

" جرب طهو ـ أو بالأحرى تسخين يدي ! "

تناول سيف بعضها و استساغ الطعم ... ثم قال :

" لكنها لا تقارن بأطباق والدتي ! يجب أن تشاركنا العشاء الليلة يا وليد "

ابتسمت ابتسامة باهتة ، و لم أعلق ...

" هيا يا وليد ! سأعرفك على زملائي و أصدقائي في العمل "

قلت :

" كلا لا يمكنني ، لدي ارتباطات أخرى "

سيف نظر إلي باستنكار ...

" أية ارتباطات ؟؟! "

ابتسمت و قلت :

" سآخذ الأطفال إلى الملاهي ! فقد وعدتهم بذلك "

سيف كان يحرك الملعقة باتجاه فمه ، فتوقف في منتصف الطريق و قال :

" أي أطفال ؟؟ "

قلت بابتسام و أنا أقلب الفاصوليا في الطبق لتبرد قليلا :

" رغد و دانة و سامر ! سأجعلهم يستمتعون بوقتهم ! "

أعاد سيف الملعقة و ما حوت على الطبق ... و ظل صامتا بضع ثوان ...

" ما بك ؟ ألم يعجبك ؟ "

أعني بذلك الفاصوليا

سيف تنهد ثم قال :

" وليد ... ما الذي تهذي به بربك ؟؟ "

تركت الملعقة تنساب من يدي ، و قد ظهرت علامات الجدية على وجهي الكئيب و قلت :

" أتخيل أمورا تسعدني ... و تملأ فراغي ... "

هز سيف رأسه اعتراضا ، و قال :

" ستصاب بالجنون إن بقيت هكذا يا وليد ! بل إنك أصبت به حتما ... ينبغي أن تراجع طبيبا "

دفعت بالكرسي للوراء و أنا أنهض فجأة و استدير موليا سيف ظهري ...
سيف وقف بدوره ، و تابع :

" لا تفعل هذا بنفسك ... أتريد أن تجن ؟؟ "

استدرت إلى سيف ، و قلت :

" ما الفرق ؟ لم يعد ذلك مهم "

" كلا يا وليد ... لا تعتقد أن الدنيا قد انتهت عند هذا الحد ... لا يزال أمامك المستقبل و الحياة "

قاطعته بحدّة و زمجرت قائلا :

" المستقبل ؟؟ نعم المستقبل ... لرجل عاطل عن العمل متخرج من السجن لا يحمل سوى شهادة الثانوية المؤرخة قبل ثمان سنين ! و يخبئ بعض النقود التي استعارها من أبيه في جيب بنطاله ليشتري بها الفاصولياء المعلبة فيسد بها جوعه ... نعم إنه المستقبل "


سيف بدأ يتحدّث بانفعال قائلا :

" تعرف أن فرص العمل في البلد ضئيلة بسبب الحرب ، لكنني سأتدبر الأمر بحيث أتيح الفرصة أمامك للعمل معي ... "

قلت بسرعة :

" معك ؟ أم عندك ؟؟ "

استاء سيف من كلمتي هذه و همّ بالانصراف .

استوقفته و قدمت إليه اعتذاري ...

لقد كان اليأس يقتلني ... و لا شيء يثير اهتمامي في هذه الدنيا ...

قال سيف :

" المزيد من الصبر ... و سترى الخير إن شاء الله "

ثم تقدّم نحوي و قال :

" و الآن ... تعال معي ... فالأشخاص الذين سيتناولون العشاء معنا سيهمك التعرف إليهم "

لكنني رفضت ، لم أشأ أن أظهر أمام رجال الأعمال و أحرج صديقي ، لكوني شخص تافه خرج من السجن قبل أسابيع ...

" كما تشاء ... لكنك ستحضر غدا ! عشاء خاص بنا نحن فقط ! "

أومأت إيجابا ، إكراما لهذا الصديق الوفي ...

قال سيف :

" يا لك من رجل ! لقد أنسيتني ما جئت لأجله ! "

" ما هو ؟؟ "

" تلقيت اتصالا من والدك اليوم ، يريد منك أن تهاتفه للضرورة "

شعرت بقلق ، فلأجل ماذا يريدني والدي ؟؟

" أتعرف ما الأمر ؟؟ "

" لا فكرة لدي ، لكن عليك الاتصال بهم فورا "

و أشار إلى الهاتف المعلق على الجدار ...

قلت :

" الخط مقطوع ! "

" حقا ؟؟ "

" كما كانت الكهرباء و المياه أيضا ! تصور أنني عشت الأيام الأولى بلا نور و لا ماء ! "

ضحك سيف ثم قال :



عااازف


عدل سابقا من قبل عازف كلمات العرب في الثلاثاء 10 مارس 2009 - 12:19 عدل 1 مرات
عازف كلمات العرب
عازف كلمات العرب
مدير الموقع
مدير الموقع

عدد الرسائل : 478
تاريخ التسجيل : 09/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!! Empty رد: انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!!

مُساهمة من طرف toty love السبت 28 فبراير 2009 - 6:34

صعبان عليه وليد
بجد وليد صعبان عليه وكلهم صعبانين عليه
كمل وانا متابعه وتسلم ايدك يا رب علي مجهودك العظيم ده
toty love
toty love
مشرفة عامة
مشرفة عامة

عدد الرسائل : 664
تاريخ التسجيل : 10/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!! Empty رد: انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!!

مُساهمة من طرف عازف كلمات العرب الثلاثاء 10 مارس 2009 - 12:20


انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!! 40

انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!! 107363_19-3-2007_153135

انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!! 471-hApPy


انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!! Z7

انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!! Cb6d7d3f0d



توتى اختى وغاليتى

وصاحبة كل زوق وحش عالى

ومالكة الرقة والرقى والقلب الجميل

امتنانى لتواجدك وشكرا لردودك التى تفوح بلمسك والعنبر

وكلماتك التى يخجل منها السكر


انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!! 113700477886tt
عازف كلمات العرب
عازف كلمات العرب
مدير الموقع
مدير الموقع

عدد الرسائل : 478
تاريخ التسجيل : 09/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!! Empty رد: انت لى ... قصة لاتخلو من المتعة!! الحلقة الرابعة عشرة!!

مُساهمة من طرف عبده الجوكر الأحد 29 مارس 2009 - 22:12

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
عبده الجوكر
عبده الجوكر
مشرف
مشرف

عدد الرسائل : 642
تاريخ التسجيل : 10/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى