انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة السادسة عشرة
*
*
*
*
لم أفاجأ ، بل مسحت دموعي مباشرة خصوصا و هي تنظر إلى الساعة بقلق ...
أخرجت حقيبتي من أحد الأدراج ... و قلت :
" لا أملك مبلغا كافيا "
ذهبت أمي و عادت بعد قليل تحمل بعض الأوراق المالية ، و قالت :
" سأخبر أبيك كي يشغل السيارة ، أسرعي رغد "
و ذهبت ، و ارتديت عباءتي و خرجت بعدها ...
و فيما أنا أجتاز الردهة ، إذا بها مقبلة نحوي تقول :
" لا فائدة يا رغد لقد خرج والدك ! "
كان والدي مشغولا طوال اليوم ، و ها قد غادر من جديد ...
أطلقت تنهيدة يأس مريرة و رميت بالحقيبة جانبا و قلت :
" قلت لك أنني لن احضر ... دعوني و شأني "
و أوشكت على البكاء
أمي قالت :
" قد يعود بعد قليل ... "
لكنني كنت قد فقدت الأمل !
جلست على المقعد و أسندت خدي إلى يدي في أسى ...
" أيمكنني فعل شيء ؟؟ "
كان هذا صوتا رجاليا جعلني أسحب يدي فجأة من تحت خذي فينحني رأسي للأسفل ثم يرتفع للأعلى ...
للأعلى ...
للأعلى !
العملاق وليد !
أمي و وليد تبادلا النظرات ، ثم قالت أمي :
" ننتظر أن يعود والدك ليصحبها إلى السوق ! "
قال :
" لدي سيارة ... إذا كان الأمر طارئا ... "
الأشياء الغريبة الثلاثة بدأت تجري في داخلي و تتسابق !
أمي قالت :
" أنت ... قدمت لتوك ! اذهب و نم قليلا في غرفة سامر ... "
" لست متعبا جدا "
" ... ثم أنك لا تعرف المنطقة ! "
قال و هو ينقل بصره بيني و بين أمي :
" لكنكما تعرفان ! "
أي نوع من الأفكار تعتقدون أنني رأيتها ؟؟
مجنونة !
قالت أمي بتردد :
" إنني مشغولة في المطبخ "
فاستدار وليد إلي و قال :
" و أنت ِ ؟أ تحفظين الطريق ؟؟ "
ربما كان سؤاله عاديا
أو ربما استهانة بي ! فهل أنا طفلة صغيرة لا أعر ف الطرق ؟؟
قلت :
" نعم ! طبعا "
ثم نظرت إلى أمي أحاول قراءة رأيها من عينيها ...
أمي بدت مترددة ... لكنها قالت بعد ذلك موجهة كلامها لي أنا:
" ما رأيك رغد ؟؟ "
أنا أقرر قبل أن أفكر في أحيان ليست بالقليلة ! قلت :
" حسنا "
و وقفت و سحبت حقيبتي ...
التفتت أمي نحو وليد و قالت :
" انتبه لها "
وليد دخل إلى غرفة المعيشة و أحضر مفتاح سيارته ، و الذي كان قد تركه على المنضدة ...
تقدمت نحو باب المنزل و وقفت في انتظاره ، حتى إذا ما أقبل فتحت الباب و خرجت قبله !
خطواتي أنا قصيرة و بسيطة ، كيف لها أن تضاهي خطواته الواسعة الشاسعة !؟
سبقني و خرج من البوابة الخارجية لفناء المنزل ... و سمعت صوت باب سيارة ينفتح ...
ما إن خرجت من البوابة ، حتى وقعت عيناي على سيارة وليد ... نفس السيارة التي كان يقودها منذ سنين ...
المرة الأخيرة التي ركبت فيها هذه السيارة كانت في أسوأ أيام حياتي ...
شعرت بقشعريرة شديدة تجتاحني و ثبت في مكاني و لم أجرؤ على المضي خطوة للأمام ...
وليد شغل السيارة و انتظرني ... و طال انتظاره !
التفت نحو الباب فوجدي واقفة هناك بلا حراك
ضغط على بوق السيارة لاستدعائي لكنني لم أتحرك
الشيء الذي تحرك هو شريط الذكريات القديمة البالية ... الموحشة البائسة ... التي طردتها من خيالي عنوة ...
وليد فتح الباب و خرج من السيارة و نظر باتجاهي و قال :
" ألن تذهبي ؟؟ "
تحركت قدماي دون إدراك مني و اقتربت من السيارة
مددت يدي فإذا بها تلقائيا تتوجه إلى الباب الأمامي ، فأجبرتها على الانحراف نحو الباب الخلفي ، فتحته و جلست على المقعد الخلفي
فيما وليد يجلس في المقدمة و إلى اليسار مني ... يكاد شعره الكثيف يلامس سقف السيارة !
عندما كنا صغارا ، أنا و دانة ... كنا نتشاجر من أجل الجلوس على المقعد الذي أجلس خلفه مباشرة الآن !
وليد انطلق بالسيارة نحو الشارع الرئيسي ثم سألني و هو يراقب الطريق :
" أين نتجه ؟ "
سار وليد ببطء نسبيا يسألني عن الطرق و المنعطفات ، و أرشده إليها حتى بلغنا المكان المطلوب .
كان سوقا صغيرا مليئا بالناس ...
أوقف وليد السيارة ، ففتحت الباب و خرجت و تقدمت للأمام
وليد لم يخرج ، و سمعت صوته عبر نافذة الباب الأمامي المفتوحة يقول :
" كم ستبقين ؟؟ "
تعجبت ، فقلت و أنا أقرب وجهي من النافذة بعض الشيء :
" ألن تأتي معي ؟؟ "
وليد صمت قليلا ، و ربما ارتبك ، ثم قال :
" و هل يجب أن آتي معك ؟؟ "
قلت :
" نعم ! "
قال :
" سأنتظرك هنا ... هذا أفضل "
بقيت واقفة في مكاني لحظة ، فعاد يقول :
" هل يجب أن أرافقك ؟؟ "
قلت :
" أو تعيدني للبيت "
و تراجعت للوراء و مددت يدي قاصدة فتح الباب الخلفي ...
وليد فتح بابه و نزل و دار حول السيارة نصف دورة حتى صار إلى جانبي
قلت :
" من هنا "
و سرنا نحو بوابة المجمع الصغير ، هو مجمع اعتدنا أنا و دانة و أمي شراء حاجياتنا منه
حينما بلغنا المتجر المقصود ، و هو متجر للملابس ، و كان يعج بالكثيرين، دخلته و توجهت نحو زاوية معينة ...
التفت إلى الخلف فوجدت وليد واقفا في الخارج ينظر من خلال زجاج المتجر ...
عدت أدراجي إليه بسرعة ... ثم قلت :
" ألن تدخل معي ؟؟ "
وليد بدا مترددا حائرا ... ربما هو غير معتاد على ارتياد الأسواق !
لذا تحرك ببطء ...
لأنني قمت بزيارة المتجر يوم أمس فأنا أعرف ما يوجد و ما يناسب ، لذا لم استغرق سوى دقائق حتى اشتريت فستانا مختلفا عن فستاني المحروق !
إنه أجمل و أغلى !
حينما هممت بالمحاسبة أخرج وليد محفظته ، و دفع الثمن !
كم أنا خجلة منه ! آمل ألا يفعل ذلك في متجر المجوهرات !
لم يكن وليد يتحدث ، بل كان يسير على مقربة مني بصمت و اضطراب ...
أنا أيضا كنت خرساء جدا !
أقبلنا نحو متجر المجوهرات ، و كان الآخر مزدحما بالناس ، و معظمهم سيدات
دخلناه و أخذت عيناي تفتشان عن الطقم الجميل الذي أغرمت به يوم أمس ... لم يكن موجودا في مكانه فخشيت أن تكون سيدة ما قد سبقتني بشرائه !
جلت ببصري في المتجر حتى وجدت ضالتي ، التفت للوراء فلم أجد وليد ...
تلفت يمنة و يسرة و لم أجده ...
أقبل صاحب المتجر يسألني :
" ماذا أعجبك سيدتي ؟ "
أسرعت مهرولة نحو الباب و نظرت من حولي فوجدت وليد واقفا يتأمل بعض التحف المعروضة في متجر مجاور ...
" وليد "
نادينه و أنا مقبلة إليه أحث الخطى ...
التفت إلي :
" هل انتهيت ؟ "
" لا "
تعجب ! و قال :
" إذن ؟؟ "
قلت :
" لا تبتعد عني "
بقى متعجبا برهة ثم أقبل معي و عدنا لذلك المتجر ...
اشتريت الطقم الباهظ الثمن و حين سمع وليد بالسعر اضطرب قليلا
فتح محفظته ليلقي بنظرة على ما بداخلها إلا أنني أسرعت بإخراج النقود من حقيبتي و دفعتها إليه
قبل أن نغادر المتجر قال وليد :
" أي شيء يصلح هدية صغيرة لدانة ؟ فأنا لا أعرف ماذا تحب ! "
أما أنا فاعرف ماذا تحب !
اعتقد أن الرجال لا يحتارون كثيرا في اختيار هدية لامرأة ! لأن المجوهرات موجودة دائما ... و تتجدد دائما ... و غالية دائمة ... و نعشقها دائما !
اخترت شيئا جميلا و بسيطا ، و معتدل السعر ، فاشتراه وليد دون تردد
خرجنا بعد ذلك من المتجر متجهين نحو البوابة ، و أثناء ذلك عبرنا على أحد محلات الأحذية الرجالية فقال وليد :
" سألقي نظرة "
و سار خطى سريعة نحو المدخل ...
كان في المتجر عدد من الرجال و الأطفال ...
و أنا أرى وليد يبتعد ... و يهم بدخول المتجر ... و المسافة بيننا تزداد خطوة بعد خطوة ... و الناس يتحركون من حولي ... ذهابا و إيابا ...
و رجال يدخلون ... و رجال يخرجون ... و وليد يكاد يختفي بينهم ، ناديت بصوت عال :
" وليد "
و رغم الازدحام و الضوضاء الصادرة من حركة الناس و كلامهم ، سمعني وليد فالتفت إلي ...
أنا أسرعت الخطى المضطربة باتجاهه ... و هو اقترب خطوتين ... و حين أصبحت أمامه قلت :
" لا تتركني وحدي "
وليد يعلوه الاستغراب ، قال مبررا :
" سألقي نظرة سريعة فحسب ... لدقيقة لا أكثر "
عدت أقول :
" لا تتركني وحدي "
عدل وليد عن فكرة إلقاء تلك النظرة ، و قال :
" هل تريدين شيئا آخر ؟؟ "
قلت :
" كلا "
قال :
" إذن ... هيا بنا "
عندما عدنا إلى المنزل ، و قبل أن يفتح لنا الباب بعد قرع الجرس ، التفت إليه و قلت :
" شكرا ... وليد "
لكن أذهلني الوجوم المرسوم على وجهه !
كأنه مستاء أو أن مرافقتي قد أزعجته
إنني لم أطلب منه ذلك بل هو من عرض المساعدة !
دخلنا إلى الداخل ، فتوجه هو تلقائيا نحو المطبخ ، فسرت خلفه ...
والدتنا كانت لا تزال منهمكة في العمل ، حين رأتنا بادرت بسؤالي :
" هل وجدت ما أردت ؟؟ "
و أخذت تنظر إلى الكيس الذي أحمله ...
" نعم "
و فتحت الكيس ، و أخرجت منه كيسا آخر صغير يحتوي على علبة المجوهرات ...
ما أن رأتها أمي حتى هزت رأسها اعتراضا و استنكارا ... فهي لم تكن تشجعني على شراء المزيد ، فقلت بسرعة مبررة :
" إنه طقم رائع جدا ! انظري ... "
و قربته منها فتأملته و قالت :
" نعم رائع و لكن ... "
لم تتم الجملة ، بل قالت :
" و لكنك اشتريته على أية حال ! "
ابتسمت ابتسامة النصر !
و التفت نحو وليد الذي كان يتابع حديثنا و قلت :
" أليس رائعا ؟ ما رأيك ؟؟ "
وليد بدا مضطربا بعض الشيء ، ثم قال :
" لا أفهم في هذه الأمور ، لكن ... نعم رائع "
و توجه نحو أحد المقاعد و جلس باسترخاء ...
أمي قالت :
" بني ... اذهب و استرخ في غرفة سامر لبعض الوقت ! إنك مجهد "
الآن وليد ينظر باتجاه والدتي ، و لا أقع أنا في مجال الرؤية لديه ... باستطاعتي أن ادقق النظر في أنفه المعقوف دون أن يلاحظ !
ما حكاية هذا الأنف يا ترى !؟
أخذت أتخيل شكل وليد قبل أن يسافر ... كم يبدو مختلفا الآن !
" رغد ألن تستعدي ؟؟ "
انتبهت على صوت والدتي تكلمني ، أجبت باضطراب و كلي خشية من أن تكون شاهدتني و أنا أتأمل ذلك الأنف !
" حاضر ، نعم سأذهب "
و انطلقت نحو غرفتي ...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
الحلقة السادسة عشرة
*
*
*
*
لم أفاجأ ، بل مسحت دموعي مباشرة خصوصا و هي تنظر إلى الساعة بقلق ...
أخرجت حقيبتي من أحد الأدراج ... و قلت :
" لا أملك مبلغا كافيا "
ذهبت أمي و عادت بعد قليل تحمل بعض الأوراق المالية ، و قالت :
" سأخبر أبيك كي يشغل السيارة ، أسرعي رغد "
و ذهبت ، و ارتديت عباءتي و خرجت بعدها ...
و فيما أنا أجتاز الردهة ، إذا بها مقبلة نحوي تقول :
" لا فائدة يا رغد لقد خرج والدك ! "
كان والدي مشغولا طوال اليوم ، و ها قد غادر من جديد ...
أطلقت تنهيدة يأس مريرة و رميت بالحقيبة جانبا و قلت :
" قلت لك أنني لن احضر ... دعوني و شأني "
و أوشكت على البكاء
أمي قالت :
" قد يعود بعد قليل ... "
لكنني كنت قد فقدت الأمل !
جلست على المقعد و أسندت خدي إلى يدي في أسى ...
" أيمكنني فعل شيء ؟؟ "
كان هذا صوتا رجاليا جعلني أسحب يدي فجأة من تحت خذي فينحني رأسي للأسفل ثم يرتفع للأعلى ...
للأعلى ...
للأعلى !
العملاق وليد !
أمي و وليد تبادلا النظرات ، ثم قالت أمي :
" ننتظر أن يعود والدك ليصحبها إلى السوق ! "
قال :
" لدي سيارة ... إذا كان الأمر طارئا ... "
الأشياء الغريبة الثلاثة بدأت تجري في داخلي و تتسابق !
أمي قالت :
" أنت ... قدمت لتوك ! اذهب و نم قليلا في غرفة سامر ... "
" لست متعبا جدا "
" ... ثم أنك لا تعرف المنطقة ! "
قال و هو ينقل بصره بيني و بين أمي :
" لكنكما تعرفان ! "
أي نوع من الأفكار تعتقدون أنني رأيتها ؟؟
مجنونة !
قالت أمي بتردد :
" إنني مشغولة في المطبخ "
فاستدار وليد إلي و قال :
" و أنت ِ ؟أ تحفظين الطريق ؟؟ "
ربما كان سؤاله عاديا
أو ربما استهانة بي ! فهل أنا طفلة صغيرة لا أعر ف الطرق ؟؟
قلت :
" نعم ! طبعا "
ثم نظرت إلى أمي أحاول قراءة رأيها من عينيها ...
أمي بدت مترددة ... لكنها قالت بعد ذلك موجهة كلامها لي أنا:
" ما رأيك رغد ؟؟ "
أنا أقرر قبل أن أفكر في أحيان ليست بالقليلة ! قلت :
" حسنا "
و وقفت و سحبت حقيبتي ...
التفتت أمي نحو وليد و قالت :
" انتبه لها "
وليد دخل إلى غرفة المعيشة و أحضر مفتاح سيارته ، و الذي كان قد تركه على المنضدة ...
تقدمت نحو باب المنزل و وقفت في انتظاره ، حتى إذا ما أقبل فتحت الباب و خرجت قبله !
خطواتي أنا قصيرة و بسيطة ، كيف لها أن تضاهي خطواته الواسعة الشاسعة !؟
سبقني و خرج من البوابة الخارجية لفناء المنزل ... و سمعت صوت باب سيارة ينفتح ...
ما إن خرجت من البوابة ، حتى وقعت عيناي على سيارة وليد ... نفس السيارة التي كان يقودها منذ سنين ...
المرة الأخيرة التي ركبت فيها هذه السيارة كانت في أسوأ أيام حياتي ...
شعرت بقشعريرة شديدة تجتاحني و ثبت في مكاني و لم أجرؤ على المضي خطوة للأمام ...
وليد شغل السيارة و انتظرني ... و طال انتظاره !
التفت نحو الباب فوجدي واقفة هناك بلا حراك
ضغط على بوق السيارة لاستدعائي لكنني لم أتحرك
الشيء الذي تحرك هو شريط الذكريات القديمة البالية ... الموحشة البائسة ... التي طردتها من خيالي عنوة ...
وليد فتح الباب و خرج من السيارة و نظر باتجاهي و قال :
" ألن تذهبي ؟؟ "
تحركت قدماي دون إدراك مني و اقتربت من السيارة
مددت يدي فإذا بها تلقائيا تتوجه إلى الباب الأمامي ، فأجبرتها على الانحراف نحو الباب الخلفي ، فتحته و جلست على المقعد الخلفي
فيما وليد يجلس في المقدمة و إلى اليسار مني ... يكاد شعره الكثيف يلامس سقف السيارة !
عندما كنا صغارا ، أنا و دانة ... كنا نتشاجر من أجل الجلوس على المقعد الذي أجلس خلفه مباشرة الآن !
وليد انطلق بالسيارة نحو الشارع الرئيسي ثم سألني و هو يراقب الطريق :
" أين نتجه ؟ "
سار وليد ببطء نسبيا يسألني عن الطرق و المنعطفات ، و أرشده إليها حتى بلغنا المكان المطلوب .
كان سوقا صغيرا مليئا بالناس ...
أوقف وليد السيارة ، ففتحت الباب و خرجت و تقدمت للأمام
وليد لم يخرج ، و سمعت صوته عبر نافذة الباب الأمامي المفتوحة يقول :
" كم ستبقين ؟؟ "
تعجبت ، فقلت و أنا أقرب وجهي من النافذة بعض الشيء :
" ألن تأتي معي ؟؟ "
وليد صمت قليلا ، و ربما ارتبك ، ثم قال :
" و هل يجب أن آتي معك ؟؟ "
قلت :
" نعم ! "
قال :
" سأنتظرك هنا ... هذا أفضل "
بقيت واقفة في مكاني لحظة ، فعاد يقول :
" هل يجب أن أرافقك ؟؟ "
قلت :
" أو تعيدني للبيت "
و تراجعت للوراء و مددت يدي قاصدة فتح الباب الخلفي ...
وليد فتح بابه و نزل و دار حول السيارة نصف دورة حتى صار إلى جانبي
قلت :
" من هنا "
و سرنا نحو بوابة المجمع الصغير ، هو مجمع اعتدنا أنا و دانة و أمي شراء حاجياتنا منه
حينما بلغنا المتجر المقصود ، و هو متجر للملابس ، و كان يعج بالكثيرين، دخلته و توجهت نحو زاوية معينة ...
التفت إلى الخلف فوجدت وليد واقفا في الخارج ينظر من خلال زجاج المتجر ...
عدت أدراجي إليه بسرعة ... ثم قلت :
" ألن تدخل معي ؟؟ "
وليد بدا مترددا حائرا ... ربما هو غير معتاد على ارتياد الأسواق !
لذا تحرك ببطء ...
لأنني قمت بزيارة المتجر يوم أمس فأنا أعرف ما يوجد و ما يناسب ، لذا لم استغرق سوى دقائق حتى اشتريت فستانا مختلفا عن فستاني المحروق !
إنه أجمل و أغلى !
حينما هممت بالمحاسبة أخرج وليد محفظته ، و دفع الثمن !
كم أنا خجلة منه ! آمل ألا يفعل ذلك في متجر المجوهرات !
لم يكن وليد يتحدث ، بل كان يسير على مقربة مني بصمت و اضطراب ...
أنا أيضا كنت خرساء جدا !
أقبلنا نحو متجر المجوهرات ، و كان الآخر مزدحما بالناس ، و معظمهم سيدات
دخلناه و أخذت عيناي تفتشان عن الطقم الجميل الذي أغرمت به يوم أمس ... لم يكن موجودا في مكانه فخشيت أن تكون سيدة ما قد سبقتني بشرائه !
جلت ببصري في المتجر حتى وجدت ضالتي ، التفت للوراء فلم أجد وليد ...
تلفت يمنة و يسرة و لم أجده ...
أقبل صاحب المتجر يسألني :
" ماذا أعجبك سيدتي ؟ "
أسرعت مهرولة نحو الباب و نظرت من حولي فوجدت وليد واقفا يتأمل بعض التحف المعروضة في متجر مجاور ...
" وليد "
نادينه و أنا مقبلة إليه أحث الخطى ...
التفت إلي :
" هل انتهيت ؟ "
" لا "
تعجب ! و قال :
" إذن ؟؟ "
قلت :
" لا تبتعد عني "
بقى متعجبا برهة ثم أقبل معي و عدنا لذلك المتجر ...
اشتريت الطقم الباهظ الثمن و حين سمع وليد بالسعر اضطرب قليلا
فتح محفظته ليلقي بنظرة على ما بداخلها إلا أنني أسرعت بإخراج النقود من حقيبتي و دفعتها إليه
قبل أن نغادر المتجر قال وليد :
" أي شيء يصلح هدية صغيرة لدانة ؟ فأنا لا أعرف ماذا تحب ! "
أما أنا فاعرف ماذا تحب !
اعتقد أن الرجال لا يحتارون كثيرا في اختيار هدية لامرأة ! لأن المجوهرات موجودة دائما ... و تتجدد دائما ... و غالية دائمة ... و نعشقها دائما !
اخترت شيئا جميلا و بسيطا ، و معتدل السعر ، فاشتراه وليد دون تردد
خرجنا بعد ذلك من المتجر متجهين نحو البوابة ، و أثناء ذلك عبرنا على أحد محلات الأحذية الرجالية فقال وليد :
" سألقي نظرة "
و سار خطى سريعة نحو المدخل ...
كان في المتجر عدد من الرجال و الأطفال ...
و أنا أرى وليد يبتعد ... و يهم بدخول المتجر ... و المسافة بيننا تزداد خطوة بعد خطوة ... و الناس يتحركون من حولي ... ذهابا و إيابا ...
و رجال يدخلون ... و رجال يخرجون ... و وليد يكاد يختفي بينهم ، ناديت بصوت عال :
" وليد "
و رغم الازدحام و الضوضاء الصادرة من حركة الناس و كلامهم ، سمعني وليد فالتفت إلي ...
أنا أسرعت الخطى المضطربة باتجاهه ... و هو اقترب خطوتين ... و حين أصبحت أمامه قلت :
" لا تتركني وحدي "
وليد يعلوه الاستغراب ، قال مبررا :
" سألقي نظرة سريعة فحسب ... لدقيقة لا أكثر "
عدت أقول :
" لا تتركني وحدي "
عدل وليد عن فكرة إلقاء تلك النظرة ، و قال :
" هل تريدين شيئا آخر ؟؟ "
قلت :
" كلا "
قال :
" إذن ... هيا بنا "
عندما عدنا إلى المنزل ، و قبل أن يفتح لنا الباب بعد قرع الجرس ، التفت إليه و قلت :
" شكرا ... وليد "
لكن أذهلني الوجوم المرسوم على وجهه !
كأنه مستاء أو أن مرافقتي قد أزعجته
إنني لم أطلب منه ذلك بل هو من عرض المساعدة !
دخلنا إلى الداخل ، فتوجه هو تلقائيا نحو المطبخ ، فسرت خلفه ...
والدتنا كانت لا تزال منهمكة في العمل ، حين رأتنا بادرت بسؤالي :
" هل وجدت ما أردت ؟؟ "
و أخذت تنظر إلى الكيس الذي أحمله ...
" نعم "
و فتحت الكيس ، و أخرجت منه كيسا آخر صغير يحتوي على علبة المجوهرات ...
ما أن رأتها أمي حتى هزت رأسها اعتراضا و استنكارا ... فهي لم تكن تشجعني على شراء المزيد ، فقلت بسرعة مبررة :
" إنه طقم رائع جدا ! انظري ... "
و قربته منها فتأملته و قالت :
" نعم رائع و لكن ... "
لم تتم الجملة ، بل قالت :
" و لكنك اشتريته على أية حال ! "
ابتسمت ابتسامة النصر !
و التفت نحو وليد الذي كان يتابع حديثنا و قلت :
" أليس رائعا ؟ ما رأيك ؟؟ "
وليد بدا مضطربا بعض الشيء ، ثم قال :
" لا أفهم في هذه الأمور ، لكن ... نعم رائع "
و توجه نحو أحد المقاعد و جلس باسترخاء ...
أمي قالت :
" بني ... اذهب و استرخ في غرفة سامر لبعض الوقت ! إنك مجهد "
الآن وليد ينظر باتجاه والدتي ، و لا أقع أنا في مجال الرؤية لديه ... باستطاعتي أن ادقق النظر في أنفه المعقوف دون أن يلاحظ !
ما حكاية هذا الأنف يا ترى !؟
أخذت أتخيل شكل وليد قبل أن يسافر ... كم يبدو مختلفا الآن !
" رغد ألن تستعدي ؟؟ "
انتبهت على صوت والدتي تكلمني ، أجبت باضطراب و كلي خشية من أن تكون شاهدتني و أنا أتأمل ذلك الأنف !
" حاضر ، نعم سأذهب "
و انطلقت نحو غرفتي ...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
عازف كلمات العرب- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 478
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
رائع
متميز
مبدع
دائما يارب فى تقدم
تحياتى
امير الاحزان
متميز
مبدع
دائما يارب فى تقدم
تحياتى
امير الاحزان
عــازف الجوارح- مشرف
- عدد الرسائل : 334
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
بجد وليد ده حنين جداااااااااااا ورغد دمغها نشفه بس حنينه بردو
تابع وانا مكمله معاك دمت بحب
تابع وانا مكمله معاك دمت بحب
toty love- مشرفة عامة
- عدد الرسائل : 664
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
اشكر تواجدك واهتمامك ومتابعتك
اخولى محمد ربنا يكرمك يارب
تقبل منى كل الحب
عااااااااااازف
اخولى محمد ربنا يكرمك يارب
تقبل منى كل الحب
عااااااااااازف
عازف كلمات العرب- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 478
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
تعرفى توتى انى الحب رمز جميل
واى مشكله مهمى كبر حجمها بلحب تنتهى
الحب اساس كل شيىء
عندما يأتى الحب يتحطم كل شيىء امامه ويذهب
دمتى بود
وجزاكى الله خير
اشكر تواجدك المستمر ومتابعتك بأهتمام
وردودك الماسية وشهد الحرف
عااااااااااااااازف
واى مشكله مهمى كبر حجمها بلحب تنتهى
الحب اساس كل شيىء
عندما يأتى الحب يتحطم كل شيىء امامه ويذهب
دمتى بود
وجزاكى الله خير
اشكر تواجدك المستمر ومتابعتك بأهتمام
وردودك الماسية وشهد الحرف
عااااااااااااااازف
عازف كلمات العرب- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 478
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
توتى اختى وغاليتى
وصاحبة كل زوق وحش عالى
ومالكة الرقة والرقى والقلب الجميل
امتنانى لتواجدك وشكرا لردودك التى تفوح بلمسك والعنبر
وكلماتك التى يخجل منها السكر
عازف كلمات العرب- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 478
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
رائع
تميز
ابداع
دمت
بوووووووود
المتواضع
عـــــــــ الجوارح ــــــــــــازف
تميز
ابداع
دمت
بوووووووود
المتواضع
عـــــــــ الجوارح ــــــــــــازف
عــازف الجوارح- مشرف
- عدد الرسائل : 334
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
قصة جميلة ودا التعودنة منك عاااااازف دائما فى تقدم وازززززززززدهاااار
قلب ام- ۩عربى مميز۩
- عدد الرسائل : 217
تاريخ التسجيل : 13/03/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
عبده الجوكر- مشرف
- عدد الرسائل : 642
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
مواضيع مماثلة
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة العشرون.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السابعة عشرة.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة الثامنة عشرة.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة التاسعة عشرة.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة العشرون.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السابعة عشرة.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة الثامنة عشرة.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة التاسعة عشرة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى