كتاب الطهاره & الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام علي الرسول الكريم سيدنا محمد المبعوث رحمه للعالمين وعلي اله وصحبه وسلم
فقد انتهينا من تعريف الطهاره وفضلها والحكمه من مشروعيتها ومقاصدها ووسائل الطهاره
وفي هذا الجزء ساتكلم عن اقسام المياه باعتبار وصفها وحكمها والاسار واحكامها

خامسا: اقسام المياه ياعتبار وصفها وحكمها:

تنقسم المياه باعتبار وصفها الي ثلاثه اقسام:
القسم الاول: الماء الطهور او الماء المطلق
ما المقصود بالماء الطهور او الماء المطلق؟
هو الماء الطاهر في نفسه المطهر لغيره كماء الامطار والانهار والبحار والابار والعيون طالما هذا الماء باقيا علي اصل خلقته ولم يتغير احد اوصافه الثلاثه ( اللون - الطعم - الرائحه)
وحكم هذا الماء الطهور انه يرفع الحدث الاصغر الاكبر ويزيل النجاسات ويستعمل في الشرب وفي غير ذلك من شئون الحياه التي يحتاج اليها الانسان في مأكله وفي ملبسه ومسكنه وفي سائر الوان حياته

2- القسم الثاني : الماء الطاهر غير المطهر
وهذا القسم منقسم لعده انواع ومنها
1- الماء الطاهر اللذي خالطه شئ طاهر غير احد اوصافه الثلاثه وكان هذا الشئ الطاهر اللذي خالطه يسلب عنه طهوريته كأن يختلط الماء بالصابون او الزعفران او الدقيق او بالعسل او باللبن او باي شئ طاهر ويترتب علي هذا الاختلاط تغير واضح يفقد معه الماء الطاهر احد اوصافه الثلاثه وهي اللون والطعم والرائحه كماء الورد وماء الزهر
ما حكم هذا النوع من الماء ؟
انه طاهر في نفسه ولكن غير مطهر لغيره اي انه لا يجوز استعماله في الوضوء والغسل
طيب يعني ايه بردو طاهر في نفسه غير مطهر لغيره؟
الامر ببساطه ان هذا الماء طاهر ونظيف ويمكن ان نستخدمه في اي شئ باستثناء الاشياء التي تختص بالعبادات وذلك لان الله تعالي وضع شروط للماء المستخدم وهي عدم تغير احد اوصافه مثل لونه وطعمه وريحته
النوع الثاني من الاقسام وهي : الماء المستعمل في الطهاره كالماء المنفصله عن الوضوء او الغسل فهذا الماء حكمه هو حكم سابقه اي انه طاهر في نفسه مطهر لغيره
ما معني الماء المنفصله عن الوضوء والغسل ؟
اي الماء اللذي ينزل من المتوضئ ( كانسان بيتوضا في اناء فالماء اللذي ينزل من وجهه او يديه وقدميه طاهر في نفسه ولكن لا يمكن استخدامه مره اخري في الوضوء او الغسل)
3- من اقسام المياه باعتبار وصفها ايضا وحكمها فهو الماء المتنجس وحكمه له حالتين :
الحاله الاولي : ان تختلط به نجاسه تغير طعمه او لونه او رائحته وهو في هذه الحاله لا يجوز التطهر به لا في الوضوء ولا في الغسل ولا في غيرهما اي لا يمكن حتي استخدامها في حياتك العاديه كالطعام والشراب ونحو ذلك

الحاله الثانيه : ان تختلط به نجاسه لم تغير شئ من اوصافه الثلاثه بان كان الماء كثيرا او كان قليلا الا ان النجاسه لا اثر لها فيه وفي هذه الحاله يري جمهور الفقهاء ان حكم هذا الماء البقاء علي طهوريته اي ان هذا الماء طاهر ويمكن استخدامها

سادسا : الاسار واحكامها :

ما معني كلمه الاسار ؟
الاسار جمع سؤر ومعناه : بقيه الشئ ومنه حديث الفضل بن العباس رضي الله عنه في قوله للنبي صلي الله عليه وسلم
( لا اؤثر بسؤرك احدا) اي لا اعطي ما بقي من شرابك لاحد سواي
وللفقهاء اقوال في مساله سؤر الانسان والحيوان اي فيما بقي من الاناء بعد شرابهما ونفصلها كالاتي :
1- سؤر الادمي طاهر مطهر لتكريم الله تعالي له في قوله ( ولقد كرمنا بني ادم ) الاسراء :70

2- سؤر الكلب والخنزير نجس اما سؤر الخنزير فلخباثته وقذارته واما سؤر الكلب فلما رواه البخاري ومسلم عن ابي هريره ان الرسول صلي الله عليه وسلم قال ( اذا شرب الكلب في اناء احدكم فليغسله سبعا )

3- سؤر البغل والحمار مشكوك في طهوريته عند الاحناف فان لم يجد المسلم ماء سوي ما تبقي من شرابهما توضأ به ثم صلي
وعند المالكيه والشافعيه سؤر البغل والحمار طاهر لحديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم انه سئل : انتوضأ بما افضلت الحمر ؟ قال ( نعم وبما افضلت السبع كلها )
وعند الحنابله روايتان احدهما انه نجس والاخر انه طاهر ولكن مشكوك في طهوريته

4- سؤر ما ياكل لحمه طاهر مطهر لان لعابه متولد من لحم طاهر فاخذ حكمه

5- سؤر الهره مكروه استعماله مع وجود غيره من الماء المطلق المطهر وهذا عند الاحناف
اما المالكيه والشافعيه وفي روايه للحنابله فيرون ان سؤر الهره طاهر لقوله صلي الله عليه وسلم (( انها ليست بنجس انها من الطوافين عليكم والطوافات ))

وبذلك فاكون قد انتهيت من كتاب الطهاره وارجو من الله ان تستفيدو منه ويكون شرحا مبسطا بالنسبه للجميع