انت لى قصة فى منتهى الروعة الحلقة الواحد والعشرون!!
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
انت لى قصة فى منتهى الروعة الحلقة الواحد والعشرون!!
الحلقة الواحد والعشرون
*
*
*
*
قلت ُ بعصبية ، فعادت نهلة إلى شخصيتها الطبيعية ، و قالت :
" هذا ما كان يحصل كل يوم ! تعرفين أن حسام يبغض خطيبك من ذلك الحين ! "
قلت :
" لا أقبل أن ينعته أحد بالمشوه ... و تشوه وجهه ليس شيئا يستحق أن يعير عليه"
نهلة جلست على السرير ، و قالت :
" ليس بسبب التشوه هو ناقم منه ! تعرفين ! إنه بسببك أنت ! لازال مولعا بك ! "
انزعجت من هذا ... فقد كنت أظن أن الأمر قد انتهى ... لكن ...
" أرجوك نهلة لنغير الموضوع ... لقد أكدتُ لوالدتك أن سارة فهمت خطأ ... و إن بدا عليها عدم الاقتناع ... لكن لندع الأمر ينتهي الآن ... "
و أتيت و جلست قربها ... ثم اضطجعتُ مسترخية على السرير ...
" إذن ... ماذا قررت ؟ مع دانة أم بعدها ؟؟ "
تنهدت بانزعاج من الموضوع برمته ... قلت :
" لم أقرر يا نهلة ... لماذا يطاردني الجميع بهذا السؤال ؟؟ "
نهلة أمسكت بيدي اليمنى و أخذت تحرك خاتم الخطوبة حول إصبعي البنصر و تقول :
" لأن هذا الخاتم سئم البقاء حول هذا الإصبع ! إنها أربع سنوات يا رغد ! "
قلت :
" لكنني لا أزال صغيرة ! ألا ترين ذلك ؟؟ أريد أن أتخرج من الجامعة أولا.. و أريد أن ... تتغير علاقتي بسامر فأنا لا أشعر بشيء مميز تجاهه "
كنت أنظر إلى السقف ، و لكن رأس ابنة خالتي ظهر أمامي فجأة ... و أجبرني على النظر إلى عينيها ...
قالت :
" تقصدين لا تحبينه ... "
و كان تقريرا إجباريا لا سؤالا ...
التفت يمينا فأمسكت هي بوجهي و أعادته حيث كان و أجبرتني على النظر إلى عينيها الناطقتين بالحق ...
" لا تهربي رغد ! أنت ِ لا تحبينه ! "
استسلمت ... و غضضت بصري ... أتحاشى تلك النظرة الثاقبة الفاهمة ...
نهلة هي أكثر شخص يفهمني و أبوح إليه بأسراري و كل ما يختلج مشاعري ...
نهلة مسحت على رأسي بعطف و قالت :
" رغد ... لا تتزوجيه إذا لم تكوني ترغبين في ذلك ... إنه كالأخ بالنسبة إليك ! أبقيه أخا فأنت بحاجة إليه كأخ لا كزوج ! "
" نهلة ! ... "
و ضربت أنفي بإصبعها ضربة خفيفة و هي تقول :
" أليس كذلك ؟؟ "
عدت أحدق بها ... في حيرة من أمري ...
قلت :
" من أتزوج إذن ؟؟ "
هي ابتسمت و قالت بمكر :
" أخي حسام ! "
رفعت رأسي و صدمت جبينها بجبيني عمدا ثم جلست و أخذت هي تمثل دور المتألمة !
" آه ... رأسي ! كسر في الجمجمة ! انجدوني ! "
قلت بنفاذ صبر :
" قلت لك ِ ! لا تتوبين !"
قالت و قد بدت عليها الجدية الآن :
" صدقيني يا رغد ... إنه مهووس بك ! "
قلت :
" و الآخر كذلك ! لم تظنينه يلح علي بالزواج ؟ إما أن نتزوج أو يفتش عن وظيفة أخرى تبقيه قربي ! "
قالت ، تنظر إلي بعين شبه مغمضة و حاجبيها مرفوعين أقصاهما :
" من مثلك ! عاشقان في وقت واحد ! يا للحظ ! كم أنا مسكينة ! "
" قلت لك لا تتوبين ! أوه نهلة ! لسوف أطلب من خالتي التفتيش عن عريس لك حتى أتخلص منك كما تخلصت من دانة ! "
ضحكت نهلة و قالت :
" سأتزوج من شقيق زوجك حتى آتي للعيش معك ! لن تتخلصي مني ! "
و استمرت في الضحك ...
الجملة أثارتني كثيرا ... غضبت و قلت بانفعال لا يتناسب و دعابتها العفوية :
" قلت لك دعي وليد و شأنه ... لا تأتي بذكر هذا ثانية أ فهمت ِ ؟؟ "
نهلة ابتلعت ضحكتها و نظرت إلي بشيء من التعجب و الحيرة ...
" ما الأمر رغد ! كنت أمزح ... لم انفعلت هكذا ؟؟ "
خجلت من نفسي فأنا لا أعرف لم انفعلت بهذا الشكل بينما هي تمزح ليس إلا ...
بل ، و حتى لو كان كلامها غير مزاح ... لم علي الانفعال هكذا ؟؟
اعتقد أن وجهي تورد ... فنظرات نهلة توحي بأنها تلحظ شيئا غريبا على وجهي ...
التفت نحو اليسار أخفي شيئا مما قد يكون ظاهرا على وجهي دون أن أملك القدرة على مواراته لكن توتري كان أوضح و أفصح من أن يغيب عن ذهن نهلة ... التي تعرفني عز المعرفة ...
" رغد ... ماذا دهاك ؟؟ "
" أنا ؟ لا شيء ... لا شيء "
و الآن استدرت كليا ، و أوليتها ظهري ... بل و سرت نحو المجلة الموضوعة على المنضدة قرب سرير نهلة ... متظاهرة بالبرود ...
قالت تحاصرني :
" وليد غائب الآن ؟؟ "
قلت :
" لا ... عاد إلينا منذ يوم أمس الأول ... "
و أمسكت بالمجلة ، و جلست على السرير ، و أخذت أقلب صفحاتها و ألْهي نفسي بالتفرج على الأزياء و المساحيق و العطور ... و حتى الأخبار السياسية و الرياضية ... و صور اللاعبين !
" أوف ! "
أغلقت المجلة بسرعة ، بعد أن وقعت عيناي على صورة نوّار يبتسم !
يا إلهي ! كم أنفر من هذا الشخص ! رغم أنه محبوب من قبل الكثيرين و الكثيرات !
" ماذا دهاك ؟؟ "
" إنه ذلك المغرور ! من أمنيات حياتي ... أن أتصفح مجلة ذات يوم ثم لا أجد صورة له فيها ! يا له من شخص بغيض ! أتساءل ما الذي يجذب هؤلاء البشر إليه ؟؟ دانة المسكينة ! "
" و لم مسكينة ..؟ ألست تقولين أنها تحبه ؟؟ "
" كثيرا ! إنه سيعود الليلة من رحلته و ستقيم الدنيا و تقعدها من أجله ! لابد أنها الآن تعد أطباق العشاء و الكعك من أجله ! الحمد لله إنني لست معها في المطبخ هذه الساعة ! "
و ضحكنا بمرح ...
ثم قالت :
" و خطيبك سيرحل اليوم ؟ "
" نعم ... خلال ساعتين "
" إذا ... ألا يجدر بك أن تكوني معه الآن ؟؟ "
وقفت ... و سرت في الغرفة بضع خطوات حائرة ... فقد خرجت من منزلي منذ الصباح ، و هاهي الساعة تتجاوز الثالثة ظهرا ... و لابد أن سامر ينتظر عودتي الآن ...
قلت :
" إنه مع وليد ... الكل محتفٍ بعودته و مشغول به ! من سيذكرني هذه اللحظة ؟؟ "
قالت :
" هل سيرحل وليد عاجلا ؟ "
" لا .. على ما أظن و أتمنى "
" تتمنين ؟؟ "
وقعت ُ في شركي ! قلت محاولة التصحيح و التعديل :
" أقصد نتمنى جميعا ... فلا أحد يود رحيله و والداي سيحزنان كثيرا جدا كالمرة السابقة و التي سبقتها إن رحل ... أتمنى أن يستقر هنا و يريح الجميع "
ربما كان الحمرة تعلو وجهي هذه المرة أيضا ...
و الآن ... إي شيء أشغل يدي به تغطية على اضطرابي هذا ؟ ألا يوجد في الغرفة مجلة أخرى ...؟؟
وقع بصري على مجموعة زجاجات العطر أمام مرآة الغرفة ، فذهبت أليها أشمها واحدة تلو الأخرى ...
أقبلت نهلة و وقفت إلى جانبي ...
قالت :
" ربما لديه ارتباطات هامة هناك ! عمل ... منزل ... عائلة ... زوجة ! "
استدرت إليها و قد اكفهر وجهي ... و قلت بسرعة :
" إنه غير متزوج "
" أحقا ؟؟ "
كانت نظراتها تشكيكية مخيفة ! قلت :
" طبعا ! و هل تظنين أنه سيتزوج دون إبلاغنا ! مستحيل ! ما يبقيه هناك هو العمل ... ليته يجد فرصة للعمل هنا و يستقر معنا ... "
قالت :
" لتضمنوا عدم رحيله ... زوجوه ! "
و أضافت و هي تبتسم بمكر :
" أنتم الثلاثة في ليلة واحدة ! و نتخلص منكم ! "
رفعتُ إحدى زجاجات العطر أمام وجهها بغتة و تأهبتُ لرش العطرعلى عينيها !
" أوه لا لا رغد كنت أمزح ! "
و فرّت و صرت أطاردها حتى جلسنا على السرير نضحك بشدة !
بعد قليل ... قلت :
" علي العودة للبيت ! سامر ينتظر اتصالي ! "
و قمت ، متوجهة إلى الهاتف الموضوع على مكتب نهلة ...
و اتصلت بالمنزل ... و إذا بالدماء تتصاعد من جديد و بغزارة إلى وجهي ... و نهلة تقترب مني و تراقبني ...
" وليد ؟ إنها أنا "
" ( مرحبا ... رغد ) "
" إمم .. أود التحدث إلى سامر "
" ( سامر ... أظنه يستحم الآن ! هل تريدين شيئا ؟ ) "
" أأأ ... أريد أن يأتي إلي ّ ... هل لا أبلغته بأنني أنتظره ؟ "
" ( حسنا ) "
" شكرا "
" العفو ... صغيرتي "
و أغلقت السماعة بصعوبة ... فقد كانت يدي ترتجف !
و بدأت أتنفس بعمق و أشعر بالحر ... و أيضا ... أتصبب عرقا !
نهلة وقفت أمامي مباشرة تشاهد الاضطراب الذي اعتراني فجأة ... بحيرة و فضول
" رغد ... "
" نعم ؟؟ "
" لماذا تنفعلين كلما جيء بذكر وليد !؟ "
" أنا ؟؟ من قال ذلك !؟ "
و مدت نهلة يدها و تحسست جبيني براحتها ...
" إنك تغلين ! وجهك أحمر ناضج و جبينك مبلل بالعرق ! "
أربكتني كثيرا كلمات نهلة ... و حاولت التملص من نظراتها لكنها حاصرتني ...
ابتعدت عنها و ذهبت إلى حيث أضع عباءتي لأرتديها استعدادا للمغادرة !
" و لكن خطيبك لم يحضر بعد ! "
" سأستعد ... "
كنت أريد أن أنشغل بشيء بعيدا عن نظرات نهلة التي تخترق أعماقي ...
كنت أضبط حجابي مولية إياها ظهري ...
قالت :
" خطيبك شاب جيد يستحق فتاة رائعة مثلك ! "
تابعت ترتيب حجابي دون أن أعير جملتها هذه اهتماما ...
قالت :
" و أخي شاب جيد و يستحق فتاة رائعة مثلك ! "
و لم ألتفت إليها ! حتى لا أدع لها مجالا لفتح الموضوع مجددا !
و تابعت ارتداء عباءتي ...
" و وليد شاب جيد و يستحق فتاة رائعة مثلي ! "
استدرت فجأة نحو نهلة ... باضطراب و توتر و انزعاج جلي شديد ! ...
اصطدمت نظراتنا الحادة العميقة ... و بقينا لبضع ثوان نحملق في بعضنا البعض ...
نهلة أوقعت بي ...
إنها خبيثة !
كنظراتها التي ترشقني بها الآن ...
أتت نحوي ... و رفعت يدها و أمسكت بعباءتي و سحبتها ...
" رغد يا ابنة خالتي العزيزة ... لن تخرجي من هنا حتى أعرف ما حكايتك مع وليد ! "
بعد عشر دقائق كنت أجلس في السيارة إلى جانب سامر ...
" هل تحبين أن نتجول قليلا قبل العودة ؟؟ "
" كما تشاء "
قضينا قرابة الساعة نجول في شوارع المدينة ... و نتبادل الأحاديث ...
سامر ... و الذي لم يجد الفرصة السانحة قبل الآن لفتح الموضوع ، سرعان ما تطرق إليه ...
" الوقت يمضي يا رغد ... لقد بدأت أضيق ذرعا بالوحدة هناك ... لا أريد أن أخسر وظيفة ممتازة كهذه ، لكنني لا أريد أن أبقى بعيدا أطول من ذلك ... "
تتمه
حرت و لم أجد تعقيبا ملائما ... و ربما صمتي أحبط سامر ... ففقد حماسه للمتابعة بعد بضع جمل ...
حينما وصلنا إلى المنزل ، وجدنا والدي ّ و وليد يجلسون في الفناء الخارجي ، حول الطاولة الصغيرة القريبة من الشجرة الطويلة ، بجانب الباب الداخلي ...
كان الجو جميلا ... و العصافير تغرد بحماس على أغصان الشجرة ... و الدخان يتصاعد من أقداح الشاي الموزعة على الطاولة ...
سامر كان يمسك بيدي ، ثم أطلقها و سار نحوهم بسرعة ...
" شاي أم وليد ! أين نصيبي ؟؟ "
و انضم إليهم ...
عازف كلمات العرب- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 478
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة الحلقة الواحد والعشرون!!
ألقيت نظرة على وليد فرأيته ينظر نحوي و لكن سرعان ما بدد نظراته نحو الفراغ ... لم يكن يريد النظر إلي ...
علي أن أنصرف قبل أن ينهض مغادرا ظانا بأنني سأنضم إليهم ...
توجهت نحو الباب و دخلت إلى الداخل ...
كنت بالفعل أتمنى أن أشاركهم ! و لكن لو فعلت ... فبالتأكيد سيغادر وليد ...
ما أن دخلت حتى وصلتني رائحة الكعك الشهية ! و سرت إلى المطبخ !
" دانه ! رائحة كعكتك زكية جدا ! دعيني أتذوقها ! "
" عدت ِ أخيرا ! لا يا عزيزتي ! هذه لنوّار و نوّار فقط ! "
" و هل سيأكل الكعكة كاملة ! مسكين ! كيف سيلعب إذا انفجرت معدته ؟ "
نظرت إلي ّ بانزعاج و صرخت :
" رغد ... انصرفي فورا ! "
ضحكت و خرجت ، متوجهة إلى غرفتي حيث وضعت حقيبتي و عباءتي ، و وقفت أمام المرآة أتأمل وجهي ...
لم يكن الإفلات من محاصرة نهلة سهلا ... أي حكاية لي مع وليد ؟؟؟ ما أكثر الحكايات !
أريد أن أنضم إليهم !
على الأقل ... سأراقبهم من النافذة !
و بسرعة خرجت من غرفتي قاصدة الذهاب إلى النافذة المشرفة على الفناء الأمامي ... حيث هم يجلسون ...
من تتوقعون صادفت في طريقي ؟؟
نعم وليد !
دخل للتو ... و حينما رآني توقف برهة ... ثم سار مغيرا طريقه ...
ربما كان يود القدوم من ناحيتي إلا أنه غير مساره و انعطف ناحية المطبخ ...
أ لهذا الحد لا يريد أن يراني أو حتى يمر من ممر أقف أنا فيه ؟؟
" وليد "
ناديته بألم ... إذ أن تصرفه هذا جرحني ...
لم يلتف إلي ، و رد ببرود :
" نعم ؟ "
تحشرج صوتي في حنجرتي ... و بصعوبة نطقت ، فجاء صوتي خفيفا ضعيفا لم أتوقع أنه سمعه ... لكنه سمعه !
" أريد أن أتحدث إليك "
" خيرا ؟ "
كل هذا و هو مدير ظهره إلي ... أمر ضايقني كثيرا ...
" وليد ... أنا أحدثك ! أنظر نحوي ! "
استدار وليد بتردد ، و نظر إلى عيني نظرة سريعة ثم طارت أنظاره بعيدا عني ...
كم آلمني ذلك ...
قلت :
" لماذا لا تود التحدث معي ؟؟ "
بدا مضطربا ثم قال :
" تفضلي ... قولي ما عندك "
و تنهد بضيق ...
قلت بمرارة :
" إذا كنت لا تود الاستماع إلي ... و لم يعد يهمك أمري ... فلا داعي لقول شيء "
وليد التزم الصمت ...
ثم و بعد أن طال الصمت بنا ، استدار راغبا في الانصراف ...
أنا جن جنوني من إهماله لي بهذا الشكل ... و أسرعت نحوه و قبضت على يده و قلت بحدة و مرارة :
" انتظر ... "
وليد سحب يده و استدار نحوي بغضب ... و رأيت النار تشتعل في عينيه ... كان مرعبا جدا ...
الدموع تغلبت علي الجفون ... و تحررت من قيودها و شقت طريقها بإصرار و شموخ على الخدين ...
وليد توتّر ... و تلفت يمنة و يسرة ... ثم قال :
" لماذا تبكين الآن ؟؟ "
قلت بعدما أغمضت عيني أعصر دموعها ... ثم فتحتهما :
" لماذا لم تعد تهتم بي ؟ لماذا تتحاشاني ؟ لماذا تعاملني بهذه الطريقة القاسية و كأنني لا أعني لك شيئا ؟؟ "
الرعب ... و الذعر و الهلع ... أمور أثارتها نظراته الحادة المخيفة التي رماني بها بقسوة ... قبل أن يضربني بكلماته التالية :
" يا ابنة عمي ... لقد كبرت ِ و لم تعودي الطفلة المدللة التي كنتُ أرعاها ... أنت ِ الآن امرأة بالغة ... و على وشك الزواج ... لدي حدود معك ِ لا يجوز تخطيها ... و لديك سامر ... ليهتم بأمرك من الآن فصاعدا "
و تركني ... و سار مبتعدا إلى الناحية التي كان يريد سلكها قبل ظهوري أمامه ...
اختفى وليد ... و اختفت معه آمال واهية كانت تراودني ... وليد الذي تركني قبل تسع سنين ، لم يعد حتى الآن ..
مسحت بقايا دموعي و آثارها ... و خرجت إلى حيث كان والدي ّ و سامر يجلسون حول الطاولة ...
أقبلت نحوهم فوقف سامر مبتسما يزيح الكرسي المجاور له إلى الوراء ليفسح المجال لي للجلوس ...
سامر ... كان دائما يعاملني بلطف و اهتمام بالغ ، و يسعى لإرضائي و إسعادي بشتى الوسائل ...
اقتربت من سامر و نقلت بصري منه ، و إلى والديّ ، ثم إلى أكواب الشاي و الدخان الصاعد من بعضها ... ثم إلى الخاتم المطوق لإصبعي منذ سنين ... ثم إلى عيني سامر اللتين تراقباني بمحبة و اهتمام ... ثم قلت :
" سامر ... لقد اقتنعت ... سنحتفل مع دانه "
عاااااااااااااااااااااازف
علي أن أنصرف قبل أن ينهض مغادرا ظانا بأنني سأنضم إليهم ...
توجهت نحو الباب و دخلت إلى الداخل ...
كنت بالفعل أتمنى أن أشاركهم ! و لكن لو فعلت ... فبالتأكيد سيغادر وليد ...
ما أن دخلت حتى وصلتني رائحة الكعك الشهية ! و سرت إلى المطبخ !
" دانه ! رائحة كعكتك زكية جدا ! دعيني أتذوقها ! "
" عدت ِ أخيرا ! لا يا عزيزتي ! هذه لنوّار و نوّار فقط ! "
" و هل سيأكل الكعكة كاملة ! مسكين ! كيف سيلعب إذا انفجرت معدته ؟ "
نظرت إلي ّ بانزعاج و صرخت :
" رغد ... انصرفي فورا ! "
ضحكت و خرجت ، متوجهة إلى غرفتي حيث وضعت حقيبتي و عباءتي ، و وقفت أمام المرآة أتأمل وجهي ...
لم يكن الإفلات من محاصرة نهلة سهلا ... أي حكاية لي مع وليد ؟؟؟ ما أكثر الحكايات !
أريد أن أنضم إليهم !
على الأقل ... سأراقبهم من النافذة !
و بسرعة خرجت من غرفتي قاصدة الذهاب إلى النافذة المشرفة على الفناء الأمامي ... حيث هم يجلسون ...
من تتوقعون صادفت في طريقي ؟؟
نعم وليد !
دخل للتو ... و حينما رآني توقف برهة ... ثم سار مغيرا طريقه ...
ربما كان يود القدوم من ناحيتي إلا أنه غير مساره و انعطف ناحية المطبخ ...
أ لهذا الحد لا يريد أن يراني أو حتى يمر من ممر أقف أنا فيه ؟؟
" وليد "
ناديته بألم ... إذ أن تصرفه هذا جرحني ...
لم يلتف إلي ، و رد ببرود :
" نعم ؟ "
تحشرج صوتي في حنجرتي ... و بصعوبة نطقت ، فجاء صوتي خفيفا ضعيفا لم أتوقع أنه سمعه ... لكنه سمعه !
" أريد أن أتحدث إليك "
" خيرا ؟ "
كل هذا و هو مدير ظهره إلي ... أمر ضايقني كثيرا ...
" وليد ... أنا أحدثك ! أنظر نحوي ! "
استدار وليد بتردد ، و نظر إلى عيني نظرة سريعة ثم طارت أنظاره بعيدا عني ...
كم آلمني ذلك ...
قلت :
" لماذا لا تود التحدث معي ؟؟ "
بدا مضطربا ثم قال :
" تفضلي ... قولي ما عندك "
و تنهد بضيق ...
قلت بمرارة :
" إذا كنت لا تود الاستماع إلي ... و لم يعد يهمك أمري ... فلا داعي لقول شيء "
وليد التزم الصمت ...
ثم و بعد أن طال الصمت بنا ، استدار راغبا في الانصراف ...
أنا جن جنوني من إهماله لي بهذا الشكل ... و أسرعت نحوه و قبضت على يده و قلت بحدة و مرارة :
" انتظر ... "
وليد سحب يده و استدار نحوي بغضب ... و رأيت النار تشتعل في عينيه ... كان مرعبا جدا ...
الدموع تغلبت علي الجفون ... و تحررت من قيودها و شقت طريقها بإصرار و شموخ على الخدين ...
وليد توتّر ... و تلفت يمنة و يسرة ... ثم قال :
" لماذا تبكين الآن ؟؟ "
قلت بعدما أغمضت عيني أعصر دموعها ... ثم فتحتهما :
" لماذا لم تعد تهتم بي ؟ لماذا تتحاشاني ؟ لماذا تعاملني بهذه الطريقة القاسية و كأنني لا أعني لك شيئا ؟؟ "
الرعب ... و الذعر و الهلع ... أمور أثارتها نظراته الحادة المخيفة التي رماني بها بقسوة ... قبل أن يضربني بكلماته التالية :
" يا ابنة عمي ... لقد كبرت ِ و لم تعودي الطفلة المدللة التي كنتُ أرعاها ... أنت ِ الآن امرأة بالغة ... و على وشك الزواج ... لدي حدود معك ِ لا يجوز تخطيها ... و لديك سامر ... ليهتم بأمرك من الآن فصاعدا "
و تركني ... و سار مبتعدا إلى الناحية التي كان يريد سلكها قبل ظهوري أمامه ...
اختفى وليد ... و اختفت معه آمال واهية كانت تراودني ... وليد الذي تركني قبل تسع سنين ، لم يعد حتى الآن ..
مسحت بقايا دموعي و آثارها ... و خرجت إلى حيث كان والدي ّ و سامر يجلسون حول الطاولة ...
أقبلت نحوهم فوقف سامر مبتسما يزيح الكرسي المجاور له إلى الوراء ليفسح المجال لي للجلوس ...
سامر ... كان دائما يعاملني بلطف و اهتمام بالغ ، و يسعى لإرضائي و إسعادي بشتى الوسائل ...
اقتربت من سامر و نقلت بصري منه ، و إلى والديّ ، ثم إلى أكواب الشاي و الدخان الصاعد من بعضها ... ثم إلى الخاتم المطوق لإصبعي منذ سنين ... ثم إلى عيني سامر اللتين تراقباني بمحبة و اهتمام ... ثم قلت :
" سامر ... لقد اقتنعت ... سنحتفل مع دانه "
عاااااااااااااااااااااازف
عازف كلمات العرب- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 478
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة الحلقة الواحد والعشرون!!
رغد دي متسرعه جدااااااااااااا هي بتحب انسان وتحطم حياتها مع انسان تاني مش بتحبوووو
دي مجنونه بجد ووليد كمان المفروض يتمسك بحبه اكتر من كده
تابع وانا هاكمل معاك دمت بحب
دي مجنونه بجد ووليد كمان المفروض يتمسك بحبه اكتر من كده
تابع وانا هاكمل معاك دمت بحب
toty love- مشرفة عامة
- عدد الرسائل : 664
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة الحلقة الواحد والعشرون!!
اشكر مرورك الجميل دائما ردودك ترضينى وتحفزنى
اشكر اهتمامك ومتابعتك
بارك الله فيكى
عااااااااااااااازف
عازف كلمات العرب- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 478
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة الحلقة الواحد والعشرون!!
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
عبده الجوكر
عبده الجوكر
عبده الجوكر- مشرف
- عدد الرسائل : 642
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
رد: انت لى قصة فى منتهى الروعة الحلقة الواحد والعشرون!!
يسلمووووووووووو عازف على طرحك المميز
وبارك الله فيك ويعطيك العافيه
دمت بكل حب وود
بنت من الزمن ده- ۩عربى مميز۩
- عدد الرسائل : 355
تاريخ التسجيل : 25/03/2009
مواضيع مماثلة
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة الثالثة والعشرون.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقةالخامسة والعشرون.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والعشرون..
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة العشرون.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقةالخامسة والعشرون.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والعشرون..
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة السادسة عشر.
» انت لى قصة فى منتهى الروعة حلقات مسلسلة!!الحلقة العشرون.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى